السبت، 30 يونيو 2012

معنى قولنا "انا لله وانا اليه راجعون"



كنيرا ما نقول ما هو معنى قولنا "إنا لله وانا اليه راجعون"لكن الكثيرين منا لا يعلمون سبب قولنا هذا ، دعونا نرى ما معنى هذه الكلمة:

قال الفضيل بن عياض لرجل : كم أتت عليك ؟ أي كم بلغت من العمر

قال الرجل : ستون سنة

قال : فأنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك ، توشك أن تَبْلُغ

فقال الرجل : يا أبا علي ! إنا لله وإنا إليه راجعون

قال له الفضيل : تعلم ما تقول ؟

قال الرجل : قلتُ إنا لله وإنا إليه راجعون

قال الفضيل : تعلم ما تفسيره ؟

قال الرجل : فَسِّرْه لنا يا أبا علي

قال : قولك إنا لله تقول أنا لله عَبْدٌ ، وأنا إلى الله راجع ، فمن عَلِم أنه عَبْد الله وأنه إليه راجع فليعلم بأنه موقوف ، ومن عَلِم بأنه موقوف ، فليعلم بأنه مسئول ، ومن عَلِم أنه مسئول فليعد للسؤال جوابا

فقال الرجل : فما الحيلة ؟

قال : يسيره

قال الرجل : ما هي ؟

قال تُحسِن فيما بقي يغفر لك ما مضى وما بقي . فإنك إن أسأت فيما بقي أُخِذتَ بما مضى وما بقي

الاثنين، 25 يونيو 2012

اترك اثرا لك (لا تمت بالظل)




لا ندري إن كان من الأفضل ، أم هو من الأسوأ أن يعيش الإنسان ويموت في الظل , حيث لا يعلم بحياته أحد ، ولا يدري بموته أحد، هكذا ببساطة أتى ومشى واغتذى وارتوى، وفعل في الحياة ما فعل، ثم رحل....لم يأخذ شيئا من الحياةِ، ولم يضف شيئا إليها !

هنا يدرك المرء أن ما قدمه لنفسه من خير هو كل ما سيرحل به:
{ مَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ‌ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّـهِ هُوَ خَيْرً‌ا وَأَعْظَمَ أَجْرًا }
[المزمِّل: 20]
لكن الله - تعالى - لا يريدنا أن نرحل هكذا دون أثروإلا لما استحثنا النبي - صل الله عليه وسلم - لترك عمل لا ينقطع بالموت إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة : إلا من صدقة جارية . أو علم ينتفع به . أو ولد صالح يدعو له .
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1631خلاصة حكم المحدث: صحيح.

لذا؛ لا تدع نفسك في الظل، بينما ينير غيرك الحياة بعلمهم وعملهم، بل سابق وسارع وأضف لرصيدك شيئا يبقى، ولو مجرد كلمة حق تقرأ فتنقل فتؤثر فتؤجر، لو خرج كلُّ المتقاعسين من الظل ، وحملوا بأيديهم قناديل الهدى والدعوة إلى الخير والإصلاح والعودة إلى الله، لتغيرت أحوالنا كثيرا، ولتراجعت موجة الإضلال والإفساد التي تسعى لإغراق العقول والأجساد في الوحل المسمى تحضرا وما هو إلا تقهقر للعقل والفكر والدين والرشد، ولكل ما هو حميد، عندما انزوينا في الظلال انطلق دعاة الضلال للضوء وعلى مرأى منا ومسمع؛ عاثوا في البلاد فأغرقوا العباد وأكثروا الفساد , وما جعلنا نقف ملجمي الأفواه إلا خشيتنا أن يقال بأننا رجعيون إذا لم نسايرهم ! نعم نحن رجعيون فعلا منذ زمن طويل منذ أن تراخت الهمم ، وتراجعنا عن القمم وتركناها لهم!

لقد ترك رسول الله -صل الله عليه وسلَّم- في الحياة أعظم أثرٍ، وترك صحابته آثارا بقيت إلى يومنا تذكر ولكن وللأسف خلف من بعدهم خلف لم يتركوا سوى خيباتهم وحسراتهم على ماضي أسلافهم.

فلينظر كل منا لنفسه، وليسألها: ما الذي تركته لمن خلفي؟! إن لم تجد شيئا يستحق فاعمل على إيجاد شيء ذي قيمة ، لا تحقرن شيئا من الأعمال، فلربما كانت هي الأعظم أثرا ، إن كلمة مؤثرة تكتبها، أو نصيحة هينة تسديها، أو بطاقة لطيفة تهديها، أو ابتسامة صغيرة تبديها قد تكون ذات أثر كبير فاعل على من حولك ! لا تعجب فالبسمة صدقة ولها وقعها في القلوب التي تذكرك بالخير وتدعو لك حتى بعد رحيلك، وعليها قس كل أعمالِك، واحسب أيا منها يستحق أن تبقيه، وأيا منها يجب أن تتخلص منه.

لا تدع الأيام تنساب من بين يديك دون أن تضع لمسة لك بها، ولو في محيطك الصغير؛ عائلتك، أصحابك، جيرانك، اغتنم الفرص فهي لا تتكرر كثيرا ، لا تمت دون أن تضيء شمعة لمن سيأتي بعدك، أو تبذر بذرة لشجرة يستظل بها من يخلفك ، ازرع زهرة صغيرة، وإن لم تستطع زرعها فارسمها ولونها بألوانها المشرقة حياة أناس لم يروا في الحياة إلا جانبها المظلم، كن ذا أثر في حياتك، اترك أثر.

ترك المستقبل حتى ياتي - من كتاب لا تحزن لفضيلة الشيخ د.عائض القرني



{ اتى امر الله فلا تستعجلوه } لا تستبق الأحداث ، أتريد إجهاض الحمل قبل تمامه ، وقطف الثمرة قبل النضج ، إن غدامفقود لا حقيقة له ، ليس له وجود ، ولاطعم ، ولا لون ، فلماذا نشغل أنفسنا به ، ونتوجس من مصائبه ، ونهتم لحوادثه ، نتوقع كوارثه ، ولا ندري هل يحال بيننا وبينه ، أو نلقاه ، فإذا هو سرور وحبور ، المهم أنه في عالم الغيب لم يصل إلى الأرض بعد ، إن علينا أن لا نعبر جسراحتى نأتيه ، ومن يدري؟ لعلنا نقف قبل وصول الجسر ، أو لعل الجسر ينهار قبل وصولنا ، وربما وصلنا الجسر ومررنا عليه بسلام.

إن إعطاء الذهن مساحة أوسع للتفكير في المستقبل وفتح كتاب الغيب ثم الاكتواء بالمزعجات المتوقعة ممقوت شرعا ، لأنه طول أمل ، ومذموم عقلأ ، لأنه مصارعة للظل. إن كثيرا من هذا العالم يتوقع في مستقبله الجوع العري والمرض والفقر والمصائب ، وهذا كله من مقررات مدارس  الشيطان { الشيطان يعدكم الفقر ويامركم باالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا } كثير هم الذين يبكون ، لأنهم سوف يجوعون غدا ، وسوف يمرضون بعد سنة ، وسوف ينتهي العالم بعد مائة عام. إن الذي عمره في يد غيره لا ينبغي له أن يراهن على العدم ، والذي لا يدري متى يموت لا يجوز له الاشتغال بشيء مفقود لا حقيقة له.

اترك غدا حتى ياتيك ، لا تسأل عن أخباره ، لا تنتظر زحوفه ، لأنك مشغول باليوم. وان تعجب فعجب هؤلاء يقترضون الهم نقدا ليقضوه نسيئة في يوم لم تشرق شمسه ولم ير النور ، فحذار من طول الامل.

الجمعة، 22 يونيو 2012

بدع احدثها الناس في تعاملهم مع القران الكريم




أحدث الناس بدعاً كثيرة في تعاملهم مع القرآن ما أنزل الله بها من سلطان ومنها على سبيل المثال:
1- قراءة القرآن على الموتى لا سيما سورة (يس) مع أن الله عز وجل يقول فيها (إن هو إلا ذكر وقرآن مبين لينذر من كان حيا).
2- قراءة القرآن في المآتم في مجالس العزاء.
3- المبالغة في التغني بالقرآن حتى يقرأ على قوانين الأنغام والألحان.
4- قراءة القارئ يوم الجمعة قبل دخول الإمام في الجامع والناس يستمعون.
5- قراءة القرآن بصوت جماعي بعد الصلوات الخمس أو بعضها.
6- إعداد الولائم وإقامة الحفلات لختم القرآن الكريم.
7- التزام افتتاح الطابور الصباحي في المدارس بقراءة القرآن.
8- كتابة بعض الآيات في الحروز والطلاسم التي يكتبها المشعوذون.
9- ترديد عبارات الاستحسان والإعجاب كلما سكت القارئ.
10- أخذ الأجرة على قراءة القرآن. ولا يدخل فيه أخذها على تعليم القرآن.
11- افتتاح دور خاصة للرقية بالقرآن الكريم.
12- تكرار سور معينة في الدقيقة الواحدة كسورة الفاتحة أو آية الكرسي، وهذه البدعة ظهرت بسبب انتشار النشرة التي تقول (تستطيع في الدقيقة الواحدة أن تقرأ كذا أو تذكر الله كذا).
13- كتابة الآيات على جدر المساجد بقصد الزينة أو كتابتها أو تعليقها في البيوت أو على السيارات أو على الأجساد أو وضعها في الملابس وجعلها حروزاً وتمائم لعموم قوله صلى الله عليه وسلم (إن الرقى والتمائم والتولة شرك).

والدليل على ما تقدم كله قوله صلى الله عليه وسلم (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) متفق عليه. 
فكل عبادة لم يرد دليها في الكتاب والسنة فهي بدعة سواء كان الابتداع في جنس العبادة أو مكانها أو عددها أو زمانها أو مقدارها أو سببها.

باختصار من " مسائل نافعة حول القرآن الكريم" 
للشيخ علي الحدادي حفظه الله

قساوة القلوب



القلب يتقلب في الحياة بين القسوة واللين فإذا تواردت عليه القسوة والعصيان قسى , وإذا أكثر العبد من الطاعات رق الفؤاد .

ونجد أحيانا قسوة بقلوبنا وإذا أمعنا النظر وجدنا سبب القسوة هو البعد عن الله عز وجل وإذا وقع القلب في وحل الذنوب وجب على العبد أن لا يستسلم لتلك الأدران , بل يجب عليه المبادرة بغسل تلك الأوساخ التي تعلقت بالقلب والرجوع إلى الله والفرار أليه .

و إذا غلبك الهوى .. واستحكمت فيك شهوة ما .. 
وإذا استولى عليك الشيطان بوساوسه .. 
وإذا شعرت بقسوة قلب .. 
وإذا لم تعد تؤثر فيك المواعظ .. 
وإذا لم تعد تجد حلاوة الطاعة ولذة المناجاة .. رغم أنك تقبل عليها .. 
وإذا .. وإذا .... وإذا .........إذا شكوت من هذه الأعراض أو بعضها ، يوصيك أطباء القلوب : بسرعة مراجعة العيادات التالية ، فإن حالتك خطرة .. ! : 

1_ عيادة الإكثار من نوافل الصلوات ( بعد القيام بالفرائض على وجهها ) .. ويدخل في هذه النوافل : 
صلاة الضحى ، وصلاة الوتر ، والسنن الراتبة .... وعلى هذا النحو تذكر .. أن من صلى اثنتي عشرة ركعة غير الفريضة .. بنى الله له قصراً في الجنة.. ونذكر كذلك أن كثرة الإقبال على النوافل هو الطريق السالك لتحصيل محبة الله .. كما ورد في الحديث الصحيح ..' ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه .....' 

2_ عيادة الإكثار من ذكر الله صباح مساء ، وليل نهار .. وفي كل حال ..  أذكار الصباح والمساء .. أذكار المناسبات والحالات .. الأذكار المطلقة ... وتذكر هنا أن للذكر ( أكثر من مائة فائدة ) كل منها تستحق أن يبذل من أجلها الجهد ، وأن يفرغ من أجلها الوقت ، وأن ينفق من أجلها المال ..لو أمكن .. ويكفي أن تنصب بين عينيك هذه الفائدة الجليلة : قال تعالى ( فاذكروني أذكركم ) .. يا إلهي ! الله يذكرك ..! من أنت حتى يذكرك الله رب السماوات والأرض ؟ ولكنه كرمه الواسع ورحمته العظيمة .. فانتهز الفرصة ، وأقبل على الباب ، واعرف كيف تأتي البيوت من أبوابها ..! 

3_ عيادة الإقبال على القرآن الكريم .. مع أنه عمدة الذكر وذروته .. 
ولكن عليك أن تخصه بمزيد اعتناء واهتمام وتكثيف إقبال ... كان كثير جدا من السلف الصالح يختمون المصحف كل سبعة أيام .. ومنهم من يختم في أقل من ذلك .. فأنظر أين أنت من ذلك ؟! يمر على بعضنا شهر ولا يختم كلام الله ولو مرة واحدة ..!! حسبنا الله ونعم الوكيل .. 

4_ عيادة الإقبال على الدعاء .. والإلحاح فيه ، والتضرع ، ومناجاة الرحمن .. 
ويكفي أن تتذكر هنا أن الدعاء هو العبادة كما قرر ذلك الحبيب الأحب محمد صلى الله عليه وسلم .. فانصهارك في الدعاء والتضرع والانكسار بين يدي الله .. إنما هو تحقيق للعبودية في أروع صورها .. فالدعاء تجسيد لإظهار الافتقار وإعلان عن الخروج من الحول والقوة إلى حول الله وقوته .. هذه المعاني تعميق لحقيقة العبودية لله والواحد الأحد ..وهذا هو المطلوب الأول منك وثمرات تحقيقك لهذه العبودية أكثر و أكبر وابعد مما تتصور .. 

5_ عيادة قيام الليل .. وإن كانت هذه تندرج في ( النوافل ) .. 
ولكن تخصيصها لأهميتها ، ولما لها من آثار واضحة مؤكدة ، ففي خلوة الليل وقد آوى كل حبيب إلى حبيبه _ ولو كان الفراش ! _ يقف المتهجدون بين يدي مولاهم يناجونه ويتوددون إليه ، فيفيض على قلوبهم من أنواره .. ولذلك حين سئل بعض السلف عن وجوه المتهجدين وكيف أنها مشرقة منيرة . قال : أولئك قوم خلوا بالرحمن فأفاض عليهم من نوره ! فظهرت على جوارحهم ! 

6_ عيادة الصدقات .. قلت أو كثرت .. فإن الصدقة تطفئ غضب الرب سبحانه . 
وهاهنا نحب أن نلفت نظرك إلى أمر يغيب عن أكثر خلق الله .. يلاحظ أن قوله تعالى ( يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً) جاءت هذه الآية وسط آيات الإنفاق تماماً ..!! ففيها إشارة واضحة أن الحكمة تتجلى أوضح ما تتجلى في قضية الإنفاق .. فليس كل منفق يصيب الحكمة !! وإن كان مأجوراً ..! ولكن من أوتي الحكمة في هذا الجانب .. فإن أجوره تتضاعف بشكل لا يتصور ! 
فاعرف أين تضع مالك ..! وكيف تضعه 

7_ عيادة حضور مجالس العلم والذكر والوعظ .. فإنها مجالس مباركة 
ولأجوائها صدى واضح على كل من تردد عليها ، وزاحم بالركب فيها .. وفي الحديث : من سلك طريقا يلتمس فيه علماً ، سهل الله له طريقاً إلى الجنة.. وفي حديث الثلاثة الذين ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن الأول الذي أقبل : ... أقبل فاقبل الله عليه ....فوطن نفسك أن تكون من المقبلين ليقبل الله عليك .. ومن لم يتمكن من حضور حلقات العلم .. فبمتابعة المحاضرات من شريط وإعادة السماع أكثر من مرة وتلخيص ما تسمع ، ونقل أجمل ما انتفعت به وهكذا.. 

الأربعاء، 20 يونيو 2012

حكم وصف الملتزمين بالاصوليين او المتطرفين؟؟



في الحقيقة تبادر الى ذهني هذا السؤال وقد وجدت الجواب الكافي لدى فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ، والتالي نص السؤال وجواب الشيخ عليه .

السؤال : فشا في هذا العصر وصف المسلمين الملتزمين بالدين بأوصاف كالأصوليين والمتطرفين والمتزمتين ونحو ذلك ، فما رأيكم في هذا الأمر ؟ .

الجواب : رأيي في هذا أنه لا غرابة أن يصف أهل السوء أهل الخير بالألقاب السيئة التي ينبذونهم بها ، فقد قال الله سبحانه وتعالى في سورة المطففين : " إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ * وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاء لَضَالُّونَ " [ سورة المطففين ، الآيتان : 29-32] .

ولا يخفى على من قرأ القرآن ما وصف أعداء الرسل رسلهم به من النبز بألقاب السوء قال الله عز وجل : " كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ " [ سورة الذاريات ، الآية :52 ] ، فكل الكفار الذين أرسل إليهم الرسل يصفون الرسل بالسحر والجنون ، ونبينا صلى الله عليه وسلم كان له من ذلك من كفار قريش وغيرهم ما هو معلوم ، فقالوا إنه ساحر ، وقالوا إنه كذاب ، وقالوا إنه مجنون ، وقالوا إنه شاعر . 

وكل هذا من أجل التنفير عنه وعن منهجه . فلا غرابة أن يصف هؤلاء البعيدون عن الإسلام من تمسك به بهذه الألقاب ؛ كالتزمت والتشدد وما أشبهه ، أما من قالوا : إنهم أصوليون ؛ فقصدهم بذلك ألا يصفوهم بالإسلام ؛ لأن الإسلام محبب إلى النفوس ، وأما الأصوليون فهو أصل . ومع ذلك فإننا نقول : إن كان من تمسك بالإسلام أصوليًا فإننا أصوليون . 

الشيخ ابن عثيمين

الأحد، 17 يونيو 2012

الكشوف العلمية تثبت وجود الله



في حقيقة الأمر هذا المقال مكتوب من قبل عالم الفيزياء الذرية جورج دافيز ويتحدث به عن ضرورة وجود خالق وضرورة وجود الله عز وجل بالاستدلال من الطبيعة الكونية ، وعلم الفيزياء الذرية التي يتقنها.

(1850–1906)
كتبها: جورج ايرل دافيز
عالم الطبيعة – حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة منيسوتا – ورئيس قسم البحوث الذرية بالبحرية الأمريكية بيروكلين – اخصائي في الاشعاع الشمسي والبصريات الهندسية والطبيعية.

كلما تقدم ركب العلم وتضاءلت الخرافات القديمة ازداد تقدير الانسان لمزايا الدين والدراسات الدينية.

وقد تعدد الاسباب التي تدفع بالانسان إلى اعادة النظر في أمور الدين، ولكننا نؤمن انها ترجع جميعا إلى رغبة البشر رغبة صادقة في الوصول إلى الحقيقة.

وينبغي ان نفرق في هذا المقام بين معارضة الدين او الخروج عليه وبين الالحاد، وان نعترف بان من يخرج على بعض الافكار التقليدية التي ينطوي عليها دين من الأديان، لكي يؤمن بوجود اله قوي كبير، لا يجوز ان نعده بسبب ذلك وحده ملحدا. فمثل هذا الشخص قد يكون غير معتنق لدين من الأديان، ولكنه يؤمن بالله، وقد يكون ايمانه هذا بالله تعالى قائما على أساس متين.

وليس معنى ذلك أننا ننكر وجود الالحاد والملحدين بين المشتغلين بدراسة العلوم، الا ان الاعتقاد الشائع بأن الإلحاد منتشر بين رجال العلوم اكثر من انتشاره بين غيرهم، لا يقوم على صحته دليل، بل انه يتعارض مع ما نلاحظه فعلا من شيوع الإيمان بين جمهرة المشتغلين بالعلوم.


اما عن عقيدتي في وجود الله، فمن العبث ان انكر انها لم تتأثر بما تلقيته من تعاليم دينية في سنوات حياتي الأولى، اذ أنه لا سبيل إلى التخلص من الآثار التي تتركها هذه السنوات المبكرة من حياتنا في أنفسنا، ولكنني استطيع ان أؤكد انه بينما تتفق عقيدتي الدينية في الوقت الحاضر مع ما تعلمته في صباي عن وجود الله فان هذه العقيدة تقوم في الوقت الحاضر على أساس قوي يختلف كل الاختلاف عن الأساس الذي يقوم عليه الإيمان المستمد من سلطة الكنيسة ورجال الدين.

ولقد اتيح لي بفضل اشتغالي بدراسة الطبيعة، ان ادرس التركيب المعقد إلى درجة لا يتصورها العقل لبعض مكونات هذا الكون الذي لا تقل فيه روعة التذبذبات الداخلية لأصغر ذراته وما دون ذراته عن النشاط المذهل لأكبر النجوم السابحة في أفلاكها، والذي يسير فيه كل شعاع من الضوء، وكل تفاعل كيماوي او طبيعي، وكل خاصية من خواص كل كائن حي وفق قوانين ثابتة لا تتبدل ولا تتغير. تلك هي الصورة التي تقدمها لنا العلوم والتي كلما تأملها الانسان، اكتشف من بالغ دقتها ورائع جمالها ما لم يكن قد اكتشفه من قبل.

ومع تقدم الكشف العلمي، ظهرت أسئلة لا مفر منها، وهي أسئلة ليست مبتكرة وان كانت تبدو جديدة بسبب النظرة الحديثة إلى تكوين هذا الكون الذي يعتبر الإنسان جزءا منه لا يتجزأ. ومن هذه الاسئلة ذات القيمة الكبيرة بالنسبة لمسؤولياتنا ومصيرنا النهائي ذلك السؤال القديم: (هل يوجد اله علوي هو خالق هذا الكون) ؟

وهنالك سؤال آخر اكثر صعوبة من سابقة وهو السؤال الذي يردده كثير من الاطفال في موجة من موجات الألمعية المحافظة التي تطوف احيانا بمخيلاتهم وهو: (إذا كان لهذا الكون خالق، فمن الذي خلقه) ؟

ولا يمكننا ان نثبت وجود الله عن طريق الالتجاء إلى طرق المادية وحدها، إذ لم يقل احد بان الله مادة حتى نستطيع ان نصل اليه بالطرق المادية. ولكننا نستطيع ان نتحقق من وجود الله باستخدام العقل والاستنباط مما نتعلمه ونراه، فالمنطق الذي نستطيع ان ناخذ به، والذي لا يمكن ان يتطرق اليه الشك، هو انه ليس هنالك شيء، مادي يستطيع ان يخلق نفسه.

واذا سلمنا بقدرة الكون على خلق نفسه، فاننا بذلك نصف الكون بالألوهية. ومعنى ذلك ان نعترف بوجود إله، ولكننا نعتبره إلها ماديا وروحيا في نفس الوقت. وانا افضل ان أؤمن بإله غير مادي خالق لهذا الكون تظهر في آياته وتتجلى فيه أياديه، دون أن يكون هذا الكون كفواً له.

وأحب ان أضيف إلى هذا الاستدلال، استدلالا آخر: وهو انه كلما ارتقى وتقدم تطور المخلوقات، كان ذلك أشد دلالة على وجود خالق مدبر وراء هذا الخلق.

ان التطور الذي تكشف عنه العلوم في هذا الكون، هو ذاته شاهد على وجود الله. فمن جزئيات بسيطة ليس لها صورة معينة وليس بينها فراغ نشأت ملايين من الكواكب والنجوم والعوالم المختلفة لها صور معينة وأعمار محددة تخضع لقوانين ثابتة يعجز العقل البشري عن الاحاطة بمدى ابداعها. وقد تحملت كل ذرة من ذرات هذا الكون، بل كل ما دون الذرة مما لا يدركه حس ولا يتصور صغره عقل، قوانينها وسننها وما ينبغي لها أن تقوم به او تخضع له.

هذه أدلة كافية، ولكن هنالك ما هو أشد إعجازا وأكثر دلالة على وجود الله. فمن تلك الجزئيات البسيطة لم تنشأ النجوم والكواكب فحسب، بل نشأت كذلك أنواع متطورة من الأحياء، بل كائنات تستطيع ان تفكر وتبتكر وتخلق اشياء جميلة، بل هي تبحث عن أسرار الحياة والوجود. ان كل ذرة من ذرات هذا الكون تشهد بوجود الله، وإنها تدل على وجوده حتى دون حاجة إلى الاستدلال بان الاشياء المادية تعجز عن خلق نفسها.

سبب اختفاء الاسلام في اسبانيا ( الأندلس)


حكم المسلمون الأندلس لمدة تقارب الثمانية قرون متتالية ، منذ ان فتحها طارق ابن زياد وموسى ابن نصير عام (92 هــ) حتى سقوط اخر ممالك المسلمين هناك وهي غرناطة عام (897) ، في حقيقة الأمر كان السقوط فجيعة وكارثة كبرى بحق المسلمين والاسلام ، وخيانة عظمى من قبل ملوك الطوائف لله عز وجل وللمسلمين .

لكن الغريب في الأمر انه بعد سقوط هذه الممالك والحكم المديد للمسلمين لا نكاد نجد تجمعات اسلامية في تلك المناطق ، قد نجد قصرا هنا او هناك او بناءا قديما لكن لا نستطيع ايجاد المسلمين الذين حكموا هذه البلاد مدة تزيد كما ذكرنا عن الثمانية قرون !!! يا ترى ما هو السبب هل عند سقوط غرناطة ، هرب جميع المسلمين من الاندلس الى غيرها من البلدان ، هل تنصر جميع المسلمين هناك ، يا ترى ما الذي حدث؟؟؟؟

في حقيقة الأمر كان هذا السؤال يحير الكثيرين ، ولكن الاجابة على هذا السؤال تطفي على القلب حسرة وألم شديد جداً ، إن الاسلام الاندلسي صاحب الحضارة العريقة قد ابيد عن بكرة ابيه ، فقتل وهجر ونصِّر وطمست جميع معالم الحضارة الاسلامية هناك.

بعد سقوط اخر دول الممالك ظهر ما يعرف بمحاكم التفتيش في اسبانيا ، والتي تعد اكبر عمليات قتل وتصفية عرقية حدثت في هذا الكون ضد المسلمين ، حتى ان المسلمين عذبوا عذابا شديدا وقتلوا وهتكة اعراضهم ، وحرقت مصاحفهم وكتبهم وبيوتهم ، لقد قمت بجمع بعض الرسوم التي تعبر عن حجم المأساة من منظور الرسامين الاسبانيين الذين عاصروا تلك الحقبة دعونا نرى.


صور لتعذيب بعض المسلمين في اسبانيا ( الاندلس ) بأساليب مختلفة


حرق المصاحف التي يعثر عليها في منازل المسلمين او في المساجد او في اي مكان


احراق المسلمين وهم احياء لرفضهم التحول عن دينهم ، واعتناق الديانة المسيحية ، وكانت تقام الحفلات الدينية لهذه المناسبة ، مناسبة احراق المسلمين.

صورة لاحدى الحفلات الدينية والمتضمنة احراق بعض الاشخاص طبعا من المسلمين.


بعض اساليب التعذيب التي استخدمها الاسبان ضد المسلمين




بعض اساليب التعذيب التي استخدمها الاسبان ضد المسلمين

 تابوت السيدة الجميلة التي يلقى فيها الشباب المسلمون ثم يطبق عليهم ليلاقوا حتفهم مباشرة متأثرين بالسكاكين في داخله

 لوحة نادرة تظهر اعضاء ديوان التفتيش وهم يعذبون ضحاياهم حتى الموت 



صورة لكرسي كان يستخدم لتعذيب المسلمين ، وهذه الصورة حقيقية وليست مرسومة رسماً ، كون هذا الكرسي لا يزال موجودا حتى يومنا هذا .

نشر بعض المسلمين بالمناشير 


رسوم تظهر اعدامات المسلمين الجماعية في تلك الممالك والاحتفالات التي كانت تقام بمثل
هذه المناسبات ونرى كذلك اكوام الجثث الملقاة

يا أمة ضحكة من جهلها الأمم 

تبكون وتتألمون عندما يخسر برشلونة او ريال مدريد او على راي البعض البارسا والبارشا وغيرها ، انظروا الى هذا ، هكذا فعل بأبائكم وكانوا خيرا منكم ، فماذا سيفعل بكم ان تمكنوا منكم ، تألموا لأمتكم ولا تتألموا لشيء اقل ما يقال عنه انه تافه .

الا هل بلغت اللهم فاشهد

الأربعاء، 13 يونيو 2012

حاكم فقير بل ويستحق الصدقة ؟



طلب الخليفة عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) من اهل حمص ان يكتبوا له اسماء الفقراء والمساكين بحمص ليعطيهم نصيبهم من بيت مال المسلمين .. وعندما وردت الاسماء للخليفة فوجئ بوجود اسم حاكم حمص / سعيد بن عامر موجود بين اسماء الفقراء وعندها تعجب الخليفة من ان يكون واليه علي حمص من الفقراء سأل اهل حمص .. فأجابوه انه ينفق جميع راتبه علي الفقراء والمساكين ويقول ( ماذا افعل وقد اصبحت مسؤلا عنهم امام الله تعالي )

وعندما سألهم الخليفة هل تعيبون شيئا عليه .. اجابوا نعيب عليه ثلاثا .. فهو لا يخرج الينا الا وقت الضحي .. و لا نراه ليلا ابدا .. ويحتجب علينا يوما في الاسبوع...

وعندما سأل الخليفة سعيد عن عن هذه العيوب اجابه .. هذا حق يا امير المؤمنين اما الاسباب فهي .. اما اني لا اخرج الا وقت الضحي فلاني لا اخرج الا بعد ان افرغ من حاجة اهلي وخدمتهم فأنا لا خادم لي وامرأتي مريضة .. واما احتجابي عنهم ليلا فلاني جعلت النهار لقضاء حوائجهم والليل جعلته لعبادة ربي .. واما احتجابي يوما في الاسبوع فلاني اغسل فيه ثوبي وانتظرة ليجف لاني لا املك ثوبا غيره
فبكي امير المؤمنين عمر .. ثم اعطي سعيد مالا .. فلم ينصرف سعيد حتي وزعه علي الفقراء والمساكين

الخميس، 7 يونيو 2012

اسرار استجابة الدعاء بسرعة



في الواقع كثير ما ندعوا الله عز وجل ، ونسأله اشياء كثيرة لكن الإستجابة من الله عز وجل تتأخر او ربما لا يستجاب دعائنا ، لكن الله السميع العليم الذي يسمع دعائنا قادر على كل شيء لكن لماذا التأخر ، في الحقيقة إن السبب في عدم استجابة الدعاء او تأخر استجابة الدعاء يعود لنا نحن ، نفس الاشخاص الذين يقومون بالدعاء .

يقول تعالى في محكم الذكر يخاطب حبيبه محمداً صلى الله عليه وسلم: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة: 186]

وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على مدى قرب الله تعالى منا ، فهو تبارك وتعالى يسمع دعاءنا ويستجيب لنا. ولكن الذي لفت انتباهي في الاية الكريمة قوله تعالى (فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي) وهل هو بحاجة لاستجابتنا؟!

من هنا نستطيع أن نستنبط أن الله يدعونا إلى أشياء ويجب علينا أن نستجيب له،  وبالتالي إذااستجبنا لله في هذه الاشياء سوف يستجيب لنا الله.

لنلجأ إلى سورة الأنبياء ونتأمل دعاء أنبياء الله عليهم السلام،وكيف استجاب لهم الله سبحانه وتعالى.

نبي الله نوح عليه السلام يدعو ربه أن ينجيه من ظلم قومه ، يقول تعالى: (وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ) [الأنبياء: 76]

نبي الله أيوب عليه السلام بعد أن أنهكه المرض فيدعو الله أن يشفيه،يقول تعالى: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ) [الأنبياء: 83-84]

وهنا نجد أن الاستجابة تأتي على الفور فيكشف الله المرض عن أيوب عليه السلام . ثم ينتقل الدعاء إلى مرحلة صعبة جداً عندما كان سيدنا يونس في بطن الحوت! فماذا فعل وكيف دعا الله وهل استجاب الله تعالى دعاءه؟

يقول تعالى: (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَعَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَالْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) [الأنبياء: 87-88].

إذن جاءت الاستجابة لتنقذ سيدنا يونس من هذا الموقف الصعب وهو في ظلمات متعددة:
ظلام أعماق البحر وظلام بطن الحوت وظلام الليل

نبي الله زكريا فقد كان دعاؤه مختلفاً، فلم يكن يعاني من مرض أو شدة أو ظلم،بل كان يريد ولداً تقر به عينه ، فدعا الله: (وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًاوَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىوَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ) [الأنبياء: 89-90]

وقد استجاب الله دعاءه مع العلم أنه كان كبير السنّ ولا ينجب الأطفال،وكانت زوجته أيضاً كبيرة السن.

الآن نعود الى موضوعنا الرئيسي،  ما هو سرّ هذه الاستجابة السريعة لأنبياء الله،ونحن ندعو الله في كثير من الأشياء فلا يُستجاب لنا ؟

فبعدما ذكر الله تعالى دعاء أنبيائه واستجابته لهم، قال عنهم:
(إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَات ِوَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء: 90]

ومن خلال هذه الآية الكريمة نستطيع أن نستنتج أن السرّ في استجابة الدعاء هو أن هؤلاء الأنبياء قد حققوا ثلاثة شروط هي شروط استجابة الدعاء :

1
المسارعة في الخيرات
وهي الخطوة الاولى على طريق الدعاء المستجاب هي الإسراع للخير: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ): فهم لا ينتظرون أحداً حتى يدعوهم لفعل الخير، بل كانوا يذهبون بأنفسهم لفعل الخير، بل يسارعون، وهذه صيغة مبالغة للدلالة على شدة سرعتهم في فعل أي عمل يرضي الله تعالى.

وسبحان الله، أين نحن الآن من هؤلاء؟ كم من المؤمنين يملكون الأموال ولكننا لا نجد أحداً منهم يذهب إلى فقير، بل ينتظر حتى يأتي الفقير أو المحتاج وقد يعطيه أو لا يعطيه – إلا من رحم الله.

وكم من الدعاة إلى الله يحتاجون إلى قليل من المال للإنفاق على دعوتهم لله،ولا تكاد تجد من يدعمهم أو يعطيهم القليل، والله تعالى ينادينا جميعاً فيقول: (مَن ْذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [البقرة: 245].

 ليسأل كل واحد منا نفسه: كم مرة في حياتي ذهبتُ وأسرعت عندما علمتُ بأن هنالك من يحتاج لمساعدتي فساعدته حسب ما أستطيع؟ كم مرة سارعتُ إلى إنسان ضال عن سبيل الله فنبّهته، ودعوته للصلاة أو ترك المنكرات؟ بل كم مرة في حياتي تركتُ الدنيا ولهوها قليلاً، وأسرعتُ فجلستُ مع كتاب الله أتلوه وأحاول أن أحفظه؟؟ فإذا لم تقدّم شيئاًلله فكيف يقدم لك الله ما تريد؟ إذن فعل الخير أهم من الدعاء نفسه، لأن الله تعالى قدّم ذكر المسارعة في الخير على ذكر الدعاء فقال: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا).

2
الدعاء بطمع وخوف

والمقصود في هذاالدعاء رغبا ورهبا كم في قوله تعالى : (وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا). الرَّغَب أي الرغبة بما عند الله من النعيم، والرَّهَب هو الرهبة والخوف من عذاب الله تعالى. إذن ينبغي أن يكون دعاؤنا موجّهاً إلى الله تعالى برغبة شديدة وخوف شديد.

وهنا أسألك أخي قارئ هذا المقال : عندما تدعو الله تعالى، هل تلاحظ أن قلبك يتوجّه إلى الله وأنك حريص على رضا الله مهما كانت النتيجة، أم أن قلبك متوجه نحو حاجتك التي تطلبها؟! وهذا سرّ من أسرار استجابة الدعاء.

عندما ندعو الله تعالى ونطلب منه شيئاً فهل نتذكر الجنة والنار مثلاً؟ هل نتذكر أثناء الدعاء أن الله قادر على استجابة دعائنا وأنه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء؟ بل هل نتذكر ونحن نسأل الله أمراً، أنالله أكبر من هذا الأمر، أم أننا نركز كل انتباهنا في الشيء الذي نريده ونرجوه من الله؟ لذلك لا نجد أحداً من الأنبياء يطلب شيئاً من الله إلا ويتذكر قدرة الله ورحمته وعظمته في هذا الموقف.

فسيدنا أيوب بعدما سأل الله الشفاء قال: (وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)، وسيدنا يونس والذي سمَّاه القرآن (ذَا النُّونِ) والنون هو الحوت، الغريب في دعاء هذا النبي الكريم عليه السلام أنه لم يطلب من الله شيئاً!! بل كل ما فعله هو الاعتراف أمام الله بشيئين: الأول أنه اعترف بوحدانية الله وعظمته فقال: (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ)، والثاني أنه اعترف بأنه قد ظلم نفسه عندما ترك قومه وغضب منهم وتوجه إلى السفينة ولم يستأذن الله في هذا العمل، فاعترف لله فقال: (إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ). وهذا هو شأن جميع الأنبياء أنهم يتوجهون بدعائهم إلى الله ويتذكرون عظمة الله وقدرته ويتذكرون ذنوبهم وضعفهم أمام الله تبارك وتعالى.

3
الخشوع لله تعالى 

ومعناه هو أن تكون ذليلاً أمام الله وخاشعاً له أثناء دعائك، والخشوع هو الخوف: (وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ). وهذا سرّ مهم من أسرار استجابة الدعاء، فبقدر ما تكون خاشعاً لله تكن دعوتك مستجابة.

والخشوع لا يقتصر على الدعاء، بل يجب أن تسأل نفسك: هل أنت تخشع لله في صلاتك؟ وهل أنت تخاف الله أثناء كسب الرزق فلا تأكل حراماً؟ وهنا ندرك لماذا أكّد النبي الكريم على أن يكون المؤمن طيب المطعم والمشرب ليكون مستجاب الدعوة.

هل فكرت ذات يوم أن تعفوَ عن إنسان أساء إليك؟ هل فكرت أن تصبر على أذى أحد ابتغاء وجه الله؟ هل فكرت أن تسأل نفسك ما هي الأشياء التي يحبها الله حتى أعملها لأتقرب من الله وأكون من عباده الخاشعين؟ هذه أسئلة ينبغي أن نطرحها ونفكر فيها،ونعمل على أن نكون قريبين من الله وأن تكون كل أعمالنا وكل حركاتنا بل وتفكيرنا وأحاسيسنا خالصة لوجه الله لا نريد شيئاً من الدنيا إلا رضى الله سبحانه، وهل يوجد شيء في هذه الدنيا أجمل من أن يكون الله قد رضي عنك؟

وأخيراً أخي الكريم!أختي الكريمة ،  هل ستسارع من هذه اللحظة إلى فعل الخيرات؟ وهل ستتوجه إلى الله بدعائك بإخلاص، تدعوه وأنت موقن بالإجابة، وترغب بما عنده وتخاف من عذابه؟ وهل سيخشع قلبك أمام كلام الله تعالى، وفي دعائك، وهل ستخاف الله في جميع أعمالك؟

(رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْعَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَآَتِنَا مَاوَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَاتُخْلِفُ الْمِيعَادَ) [آل عمران: 193-194]

حكم النكت أو الطرائف



في حقيقة الأمر يتسائل الكثيرون منا  حول الحكم الشرعي للنكت التي تقال والطرائف التي يتداولها الناس فيما بينهم ، ومع تسبيب للحكم الشرعي ، في سؤال وجه لفضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – عن ما حكم النكت في ديننا الإسلامي ؟ وهل هي من لهو الحديث علماً بأنها ليست إستهزاءً بالدين أفتونا مأجورين ؟

الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , التفكه بالكلام والتنكيت إذا كان بحقٍ وصدق فلا بأس به ولا سيما مع عدم الإكثار من ذلك , وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقا صلى الله عليه وسلم أما إذا كان بالكذب فلا يجوز لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ثم ويل له " أخرجه ابوداود والترمذي والنسائي بإسنادٍ جيد . والله ولي التوفيق 

اسباب تحريم النكت أو الطرائف؟

أولاً:- كثير منها فيها كذب .

فهذه النكت في سوادها الأعظم كانت كذب لم تحصل لصاحبها ولا للناس الذين يتكلم عنهم ويكفينا من ذلك قول الله سبحانه وتعالى : " يا أيها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين " التوبة 119 وأيضاً قول النبي صلى الله عليه وسلم : "... وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يٌكتب عند الله كذابا " رواه البخاري 10 / 422 ومسلم 2607 فمن منا يريد أن يكتب عند الله كذابا ؟

ثانياً:- فيها الكثير من الغيبة .

من تأمل الكثير من هذه النكت وجد فيها غيبة شخص معين أو أشخاص أو قبائل معينة أو مجتمعات بأكملها وهذا والله شيءُ عجيب فالمغتاب يهدي حسناته لمن إغتابه فكيف نصلي ونصوم ونتصدق ونعمل من الأعمال الصالحة الشيء الكثير ونتعب في ذلك كله ثم نهدي حسناتنا تلك على طبقٍ من ذهب لمن إغتبناهم !! ولذلك كان عبد الله ابن المبارك - رحمه الله - يقول : لو كنت مغتاباً أحداً من المسلمين لإغتبت أمي وأبي فهما أولى الناس بحسناتي . وقيل للحسن البصري – رحمه الله - : فلان إغتابك , فذهب إلى منزل ذلك المغتاب وأهداه صحناً من التمر وقال له : بلغني أنك أهديت لي من حسناتك فأحببتُ أن أكافئك. 

قال الله تعالى : " ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله غفور رحيم " الحجرات 12 وقال صلى الله عليه وسلم : " يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفضي الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من يتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله " رواه الترمذي 1655 وقال الألباني : حديث حسن صحيح . وقال الله سبحانه وتعالى : " ويل لكل همزةٍ لمزة " قال مجاهد : هو الطعان الآكل لحوم الناس .

ثالثاً:- تحتوي على إستهزاء وسخرية .

وكثير من هذه النكت تستهزئ وتسخر من بعض الأشخاص أو بعض فئات المجتمع أو بعض القبائل المعينة وهذا ليس من أخلاق المسلمين الذين تربوا على القرآن والسنة بل حتى الفطرة السوية ترفض مثل هذه الأشياء , فيقول سبحانه : " يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون " الحجرات 11 يقول الشيخ عبد الرحمن بن سعدي – رحمه الله – في تفسير هذه الآية : من حقوق المؤمنين بعضهم على بعض أن لا يسخر قوم من قوم بكل كلام وقول وفعل دال على تحقير الأخ المسلم فإن ذلك حرام وهو داخل على إعجاب الساخر بنفسه , وعسى أن يكون المسخور به خيراً من الساخر وهو الغالب والواقع . فإن السخرية لا تقع إلا من قلبٍ ممتلئ من مساؤئ الأخلاق متحلٍ بكل خلقٍ ذميم متخلٍ من كل خلق كريم , ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : " بحسب إمرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم " رواه مسلم 

رابعاً:- في بعضها إستهزاء بالدين وأهله .

وأشد أنواع الاستهزاء وأعظمها خطراً: الاستهزاء بالدين وأهله، ولخطورته وعظم أمره فقد أجمع العلماء على أن الاستهزاء بالله وبدينه وبرسوله كفر بواح، يخرج من الملة بالكلية. 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إن الاستهزاء بالله وآياته ورسوله كـفر يكفر صاحبه بعد إيمانه. 
ولقد تفنن في أنواع السخرية والاستهزاء، فهناك من يهزأ بالحجاب، وآخر يسخر بتنفيذ الأحكام الشرعية، ولمن أمر بالمعروف ونهى عن المنكر نصيب من ذلك.. كما أن سنة نبينا محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام أيضاً لها نصيب من مرضى القلوب، فظهر الاستهزاء باللحية وقصر الثوب وغيره. 
في جواب اللجنة الدائمة للإفتاء على من قال لآخر: "يا لحية" مستهزئاً: إن الاستهزاء باللحية منكر عظيم فإن قصد القائل بقوله: "يا لحية "، السخرية فذلك كفر، وإن قصد التعريف فليس بكفر، ولا ينبغي أن يدعوه بذلك
ولنعلم خطورة الاستهزاء على دين الرجل.. فلنستمع إلى ما يتلى في سورة التوبة قال تعالى: وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ، لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ [التوبة:65-66]

وقد ورد في سبب نزولها أن رجلاً قال: ما أرى قراءنا هؤلاء إلا أرغبنا بطوناً، وأكذبنا ألسنة، وأجبننا عند اللقاء. فرفع ذلك إلى الرسول فجاء إلى رسول الله وقد ارتحل وركب ناقته فقال يا رسول الله: إنما كنا نخوض ونلعب فقال: أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ إلى قوله مُجْرِمِينَ " وإن رجليه لتنسفان الحجارة، وما يلتفت إليه رسول الله وهو متعلق بنسعة ناقة رسول الله . 

وثابت من سيرة رسول الله أنه أرحم الناس بالناس، وأقبل الناس عذراً للناس، ومع ذلك كله لم يقبل عذرا لمستهزئ، ولم يلتفت لحجة ساخر ضاحك. ولعلك – أخي القارئ الكريم - لاحظت في الآية الكريمة أن الله شهد لهم بالإيمان قبل الاستهزاء فقال: قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ . 

قال ابن الجوزي في زاد المسير: وهذا يدل على أن الجد واللعب في إظهار كلمة الكفر سواء. 

وقال الشيخ السعدي - رحمه الله -: إن الاستهزاء بالله ورسوله كفر يخرج عن الدين، لأن أصل الدين مبني على تعظيم الله وتعظيم دينه ورسله، والاستهزاء بشيء من ذلك مناف لهذا الأصل ومناقض له أشد المناقضة. 

وقال الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله -: ومن الناس ديدنه تتبع أهل العلم لقيهم أو لم يلقهم، مثل قول: المطاوعة كذا وكذا. فهذا يخشى أن يكون مرتداً، ولا ينقم عليهم إلا أنهم أهل الطاعة.. 

ولقد فضح الله تعالى موقف المستهزئين بالمؤمنين وبين مراتبهم في الدار الآخرة فقال تعالى: زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ [البقرة:212]

الاثنين، 4 يونيو 2012

وصايا نبي الله الحكيم لقمان عليه السلام لولده



لقد كان اشد الناصحين لولده سيدنا لقمان عليه السلام ، فقد اجتهد في نصح ولده ، فلم يبق شيء الا وقاله لولده ، مما يجب علينا ان نعلم ابناءنا ، قال نبي الله الحكيم لقمان عليه السلام وهو يعظ ولده:

يا بني : ما ندمت على السكوت قط .

يا بني : اعتــزل الشر يعتزلك ، فإن الشر للشــر خلق …

يا بني : عود لسانك : اللهم اغفر لي ، فإن لله ساعات لا يـــرد فيها سائـــلاً .

يا بني : اتخذ طاعة الله تجارة تأتيك الأربــاح من غير تجـــارة ..

يا بني : لا تكثر النوم والأكل ، فإن من أكثر منهما جاء يوم القيامة مفلسا من الأعمال الصالحة ..

يا بني : بئراً شربت منـــه ، لا تــــرمي فيه حجــــــراً …

يا بني : عصفور في قدرك خير من ثــــور في قدْر غيرك …

يا بني : شئيان إذا حفظتهما لا تبالي بما صنعت بعدهما دينك لمعادك ، ودرهمك لمعاشك.

يا بني : إنه لا أطيب من القلب واللسان إذا صلحــا ، ولا أخبث منهما إذا فسدا .

يا بني : لا تركن إلى الدنيا ولا تشغل قلبك بها فإنك لم تخلق لها ..

يا بني : لا تضحك مع عجب ، ولا تسأل عما لا يعنيــك ..

يا بني : إنه من يرحم يُرحم ، ومن يصمت يسلم ، ومن يقل الخير يغنم ، ومن لا يملك لسانه يندم.

يا بني : زاحم العلماء بركبتيك ، وأنصت لهم بأذنيك ، فإن القلب يحيا بنور العلماء .

يا بني : مررت على كثير من الأنبياء فاستفدت منهم عدة أشيــــــاء :

يا بني : إذا كنت في صلاة فاحفــــظ قلبك .

يا بني :وإذا كنت في مجلس الناس فاحفظ لسانك ..

يا بني: وإذا كنت في بيوت الناس فاحفظ بصرك ..

يا بني: وإذا كنت على الطعــام فاحفظ معدتك ..

يا بني : واثــنــتـــان لا تذكرهمـــا أبدأ إســـــــــــــاءة الناس إليك وإحسانك للناس . 

قصص مؤثرة عن مغفرة الله




قال الإمامـ ابن القيمـ رحمه الله :
رب طاعة أدخلت صاحبها النار
ورب معصية أدخلت صاحبها الجنة

فقيل : كيف ذلك ؟؟

قال:رُب طاعة أورثت صاحبها الكبر و العُجب و الغرور
فأكبه هذا المرض على وجهه في النار,

ورب معصية أورثت صاحبها الذل و الإنكسار و الإنقياد,
و البكاء ,و الخشية ,و الإنابة ,التوبة ,
والتفويض و الرجوع إلي الله تبارك و تعالي,

فكانت هذه المعصية التى كانت سبباً لأوبته
و توبته بهذه الصورة سبباً في دخول الجنة


كان ثعلبة رضي الله عنه_ يخدم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم - في جميع شؤونه ، وذات يوم بعثه رسول الله في حاجة لہٌ فمر بباب رجل من الأنصار فرأى امرأة تغتسل وأطال النظر إليها فأخذته الرهبة وخاف أن ينزل الوحي على رسول الله بما صنع فلم يعد الى النبي ودخل جبالا بين مكة والمدينة ومكث فيها قرابة أربعين يوماً... ... ... ... ... ... ... ... فنزل جبريل على النبي-صلى الله عليه وسلم وقال : يا محمد ، إن ربك يقرئك السلام ويقول لك أن رجلاً من أمتك بين حفرة في الجبال متعوذ بي .


فقال النبي لعمر بن الخطاب وسلمان الفارسي -رضي الله عنهما: انطلقا فأتياني بثعلبة ولما رجعا به قالا هو ذا يا رسول الله ؟
فقال له : ما غيبك عني يا ثعلبة ؟
قال : ذنبي يا رسول الله
قال : أفلا أدلك على آية تمحوا الذنوب والخطايا ؟
قال : بلى يا رسول الله .
قال : قل (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) .
قال : ذنبي أعظم
قال رسول الله : بل كلام الله أعظم ثم أمره بالانصراف إلى منزله فمر من ثعلبة ثمانية أيام.
فقال رسول الله : فقوموا بنا اليه ، ودخل عليه الرسول فوضع رأس ثعلبة في حجره لكن سرعان ما أزال ثعلبة رأسه من على حجر النبي.
فقال له : لمَ أزلت رأسك عن حجري ؟
فقال : لأنه ملآن بالذنوب .
قال رسول الله ما تشتكي ؟
قال : مثل دبيب النمل بين عظمي ولحمي وجلدي .
قال الرسول الكريم : ما تشتهي؟
قال : مغفرة ربي ، فنزل جبريل فقال : يا محمد إن ربك يقرؤك السلام ويقول لك لو أن عبدي هذا لقيني بقراب الأرض خطايا لقيته بقرابها مغفرة فأعلمه النبي بذلك ، فصاح صيحة بعدها مات على أثرها
فأمر النبي بغسله وكفنه فلما صلى عليه الرسول جعل يمشي على أطراف أنامله
فلما انتهى الدفن قيل لرسول الله : يا رسول الله رأيناك تمشي على أطراف أناملك ؟
قال صلى الله عليه وسلم : والذي بعثني بالحق نبياً ما قدرت أن أضع قدمي على الأرض من كثرة ما نزل من الملائكة لتشييع ثعلبه !!

((( ربنا آتنا في الدنـيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النار)))

السبت، 2 يونيو 2012

لـــذة الــخــلــوة مــع الــلـه




قال الحسن البصري حينما سئل ؟
ما بال أهل الليل على وجوههم نور ؟

قال
لأنهم خلوا بربهم فألبسهم من نوره
سبحانه وتعالى

المؤمن الذي في عز المحنة وشدتها وهولها
يبقى ساكناً
مطمئناً بوعد الله

وبنصر الله
سبحانه وتعالى
كما كان من الرسل والأنبياء

ما ظنك باثنين الله ثالثهما..
قال كلا إن معي ربي سيهدين
قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم

ما أعظم هذه الطمأنينة المنسكبة في القلب
والتي تجعل الإنسان مستقراً مطمئناً

فليتك تحلو والحياة مريرة
وليتك ترضى والأنام غضابُ
فإذا صح منك الود فالكل هيناً
وكل الذي فوق التراب ترابُ..

فما الذي يفرحك في هذه الدنيا ؟
إنه الفرح بفضل الله
بطاعة الله - سبحانه وتعالى
قل بفضل الله وبرحمته فبذلك 
فليفرحوا هو خير مما يجمعون 

عندما يفرح الناس بالعلاوات وزيادة الأموال
عندما يفرحون بالدور والقصور
يفرح المؤمن
بسجدةٍ خاشعة
في ليلة ساكنة
في وقت سحر يناجي فيها ربه
ويسكب دمعه
ويتذلل بين يدي خالقه
سبحانه وتعالى...

تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً 
وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون 
هذا هو الشوق الذي يستولي على القلب
عندما يتغلغل فيه الإيمان

فهذا بلال - رضي الله عنه
عندما تحين وفاته
تصيح زوجته وتقول
يا حزناه
فيقول 
بل وافرحتاه
غداً ألقى الأحبة محمداً وصحبه

وذاك عمير بن الحمام في موقعة وغزوة بدر
يأكل تمرات
فحينما يسمع نداء النبي – صلى الله عليه وسلم - يقول
لا يقاتلهم اليوم رجل مقبلاً غير مدبر إلا أدخله الله الجنة
فيرمي بالتمرات قائلاً 
ما أطولها من حياة حتى أبلغ هذه الأمنية العظيمة..         

والله إنها للذة ما بعدها لذة