الاثنين، 6 أغسطس 2012

ظاهرة الإسراف في رمضان

 


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد .. إن شهر رمضان شهر الخير والخيرات ، ففي هذا الشهر نتعلم الصبر والمثابرة على فعل الخيرات ، ولكن هنالك بعض الممارسات التي لا تتفق مع مقاصد الاسلام في شهر الصوم كظاهرة الاسراف في الطعام ، فالإسراف من الذنوب والخطايا التي وقعت في الأمم المنحرفة وقد نها الله عنه وذمه فقال تعالى: ﴿ وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾
 الأعراف: من الآية31

الإسراف عادة لقوم لا يرجون لله وقارا ، ولا يحترمون نعم الله عز وجل، قال سبحانه: 
﴿ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً ﴾ الاسراء: الآيتان 26 – 27

لقد أكثر بعض الناس من الإسراف في رمضان فيقومون بالطهي الكثير ووضع الاصناف المختلفة من الطعام بمعنى ادق ان بعض الناس يقومون بالإكثار من الطعام فوق الحاجة ، ان من الناس من تعود على كثرة المطعومات والمشروبات ، فتراه في رمضان يملأ مائدته في الإفطار والسحور بكل ما لذ وطاب ثم تكون عرضة للإتلاف والرمي ، لأن الصائم من المعروف عنه انه لا يأكل كثيراً.

يا أيها الصائم إياك إياك والإسراف ، إن في المسلمين فقراء ومساكين ومحتاجين ومملقين ففطر عباد الله بما زاد على حاجتك لتكون لك ذخرا عند الله عز وجل ، قال سبحانه عن عباده الصالحين: 
﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً ﴾
الإنسان:8- 10.

وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: ( يقول عز وجل يوم القيامة: يا ابن آدم استطعمتك ولم تطعمني قال وكيف أطعمك وأنت رب العالمين ؟ قال: أما علمت أن عبدي فلانا استطعمك فما أطعمته ، أما إنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي.. ) الحديث.. رواه مسلم. 

ومن صور الإسراف الاخرى التي نلاحظها في رمضان : الإسراف في النوم فوق القدر المطلوب ، وخاصة في النهار ، فان بعض الصائمين جعلوا من أيامهم غفلة وسباتا عميقا ، والعجيب أن هؤلاء يسرفون في سهر الليالي فيما لا فائدة منه ، سهر ضائع في القيل والقال والتوافه من الافلام والمسلسلات التلفزيونية التي تحض على رذائل الأمور، والبعض يسهر في مزاولة أمور محرمة ومكروهة تغضب المولى تبارك وتعالى.

ومن صور الإسراف كذلك: الإسراف في الإعداد لعيد الفطر وتكليف النفس فوق طاقتها والتبذير في الإنفاق من لباس وهيئة ولعب ومباهج حتى إنك لترى بعض الفئات من الناس ينفقون الألوف المؤلفة في هذه الترهات بينما هم أبخل الناس في أبواب الخير وفي طرق البر.

فيا من أنعم الله عليه بالمال ، في المجتمع يتيم وفي الناس مسكين ، وفي جوارك فقير ، ألا تطعم جائعا ، ألا تكسو عاريا ، ألا تبني مسجدا ، ألا تواصل منقطعا، ألا تفك كربة مكروب.

ومن صور الإسراف عند بعض الصائمين كثرة الزيارة من غير طائل ولا فائدة والإكثار من الخلطة بالناس لغير مصلحة، والاجتماع بالآخرين لغير نفع، فيذهب الزمن هدرا والعمر بددا والأيام ضياعا والأوقات لعبا ولسان الحال يقول: ﴿ يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا ﴾.

كذلك كثرة اجتماعات الناس على غير منفعة ، وكثرة المجالس الفارغة.

تعيش الدهر ويحك في غرور      بــهـا حــتـى إذا مـــت انـتـهيتا

ومن صور الإسراف: إدمان التسلية والترفيه في اللعب من كرة وتمارين رياضية ، وتنزهات ونحوها على حساب وقت الجد والعبادة والذكر والتلاوة وتحصيل العلم والدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، حتى إن بعض الناس يدفع الوقت دفعا عجيبا وينفقه بيد التبذير وغدا سيعلم إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور أي شيء فعل.

إذا أنـت لم ترحل بزاد في التقى      ولاقيت بعد الموت من قد تزودا
نـدمت عـلى أن لا تـكون كـمثله      وأنـك لم ترصد لما كان ارصدا

ولعل صور الإسراف كثيرة عند الناس ولكن اخطر هذه الانواع من الاسراف هي الاسراف في الذنوب ، وقوم أسرفوا في الوقت فنثروه شذر مذر وهم من أعظم الناس حسرة يوم العرض الأكبر ، وقوم أسرفوا في الطعام والشراب واللباس فما زادهم إلا تعاسة وقلقا.

وقوم أسرفوا في المباحات من لعب وتسليات وتنزهات فهم في الحقيقة مغبونون في أعمارهم.
اللهم جنبنا الاسراف في كل شيء , وردنا الى ديننا ردا جميلا انك ولي وذلك والقادر عليه ، وكل عام وانتم بالف خير، واعاده الله علينا وعليكم.

0 التعليقات:

إرسال تعليق