الأربعاء، 23 مايو 2012

حدود العلاقة بين المخطوبين



الرؤية الشرعية ما قبل الخطبة

عندما يكون لدى الشاب الرغبة في خطبة فتاة يجب عليه اختيار فتاة معينة ويستقر الامر لديه بأنه ينوي الزواج منها ، فقد أجاز الله عز وجل للشاب ان ينظر للفتاة لكي تتأكد رغبته بالزواج منها ويزيده تعرفا بها من غير خلوة ولا مواقف طائشة أو رعونة عاطفية، وفي الحديث الشريف أن المغيرة بن شعبة خطب امرأة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: “انظر اليها فانه أحرى أن يؤدم بينكما”، أي: يحصل بينكما التوافق والمودة.

وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره انه تزوج امرأة من الأنصار فقال له الرسول الكريم: أنظرت إليها؟ قال الرجل: لا، قال عليه الصلاة والسلام: “اذهب فانظر اليها فإن في أعين الأنصار شيئا”.

هذا وهناك نقطة اخرى يحسن التنبيه اليها وهي أن بعض الناس يدخل إلى البيوت مدعيا الرغبة في الخطبة فينظر ويرى ويجلس ثم يولي وجهه إلى فتاة اخرى، وهكذا ، وهذا الأمرمن الأمور المحرمة شرعاً.

الخطوبه بدون كتب الكتاب

فقال تبارك وتعالى: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ}، والنبي - صلى الله عليه وسلم – يقول: (النكاح من سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني)، وجعل الإسلام الحياة الزوجية قائمة على القبول والرضا من الطرفين، وبموافقة ولي الأمر هي الوسيلة لإشباع الغرائز وإمتاع الشهوات، وهذا أمر لا خلاف عليه ، ولا أعتقد أنه يخفى عليك ولا على أحد من المسلمين والمسلمات ولله الحمد والمنة، فنحن لا نعرف رباطًا يربط بين المرأة والرجل إلا رباط الزواج الشرعي القائم على أسس الكتاب والسنة، وهذا الزواج أحيانًا قد يمر بعدة مراحل فيبدأ بداية بالخطبة - وهي عبارة عن إبداء الرغبة في الزواج – إلا أنها في نظر الإسلام لا تعتبر زواجًا فالخطيب يكون شخصا اجنبيا فلا تجوز الخلوه بينهما ابدا ولا يجوز ان يلمسها او يقبلها فهذا حرام. 

فإنما الخطبه 
هي مجرد وعد بالزواج وليست زواجًا وليست عقدًا؛ ولذلك لا يجوز للخاطب أن يختلي بمخطوبته ، ولا يخرج معها وحدها، ولا يجلس معها وحدها، حتى الكلام ينبغي أن يكون بضوابط لأنه ما زال أجنبيًا فهو ليس لك زوجًا؛ ولذلك الآن - لا قدر الله – لو تخلى عنك لا يُطالب بأي حق شرعي، ولو قدر الله أن تتركيه أيضًا لا تطالبينه بأي شيء، لماذا؟ لأن الخطبة إنما هي وعد بالزواج وليست بزواج، وهي ليست بشيء؛ ولذلك يعتبر خطيبك إلى الآن مازال رجلاً أجنبيًا كأي رجل في الشارع، ومن هنا فالكلام معه لابد أن يكون في حدود ولا يكون واسعًا، وموضوع العواطف وإثارة الغرائز في هذه المرحلة، لاحتمال أن يتخلى عنك – لا قدر الله – ويقول الناس لقد كانت وكانت وكانت، وبذلك يكون موقفك حرجًا، لأنه إذا لم يقدر الله لك فيه من نصيب فأنت تنتظرين غيره وهو يستطيع بهذه التنازلات أن يشوه صورتك. 

فبما أنه لا يجوز الكلام المثير للغرائز فلا يجوز أيضًا المس، وبالتالي التقبيل لا يجوز أيضًا بحجة أنه حلال وأنها زوجته على سنة الله ورسوله، هذا ليس صحيحًا إنما حتى تكونين زوجته على سنة الله ورسوله لا بد من العقد؛ أما قبل العقد إياك ثم إياك أن تفعلي شيئًا من ذلك، لأن هذا يؤثر في مركزك ومكانتك عنده؛ لأنه سيقول: هذه فتاة سهلة، أنا إلى الآن لم أعقد عليها وأعطتني كل شيء. 

والأمر الأخطر من ذلك - – أن الأمر لم يتوقف عند حد القبلة، فالقبلة قد يعقبها قبلة في الفم تثارين معها إثارة تفقدين معها السيطرة على نفسك، وقد يعقبها ضمَّات أيضًا ثم قد يفتح الطريق إلى ما هو أعظم من ذلك، وأحيانًا قد يأخذ الرجل من الفتاة ما يريد ثم يتخلى عنها ويتركها، بالله عليك لو قدر الله وتخلى عنك الآن بعد أن أخذ ما يريد من الأشياء التي يطمع فيها الشباب كيف ستقولين لأي شخص آخر يتقدم بعده إليك؟ هل ستقولين بأنه لم يمسك أحد؟ ستكون المسألة ليست صادقة. 

ثانيًا أحيانًا بعض الشباب يجرب الفتاة من باب التجربة، ليرى هل هي فعلاً سهلة أم أنها عنيدة وعتيدة وقوية وصلبة؟ لأنه يعتبر أن الفتاة الصعبة والصلبة والشديدة المراس هي الأصلح له، أما الفتاة السهلة يقول: من أدراني أنها لم تفعل ذلك مع غيري!؟ ثم ما يدريني أنها لم تفعل ذلك وهي متزوجة بي وهي في عصمتي؛ لأنهاسهلة؟!! ولذلك اعلمي أن حرصك على موقفك وعدم السماح له حتى مجرد مس يدك أو الجلوس معك على انفراد بخلوة أو التقبيل سيزيدك قوة في عينه ويزيده تمسكاً بك ، وصدقيني جربي وسوف تعرفي ذلك. 

أختي إن الإسلام في صالحك أنت، الإسلام ما فرض هذه الفروض إلا للمحافظة عليك؛ لأنك في الجانب الأضعف والإسلام أراد أن يحافظ عليك حتى لا تكونين علكة يلوكك الناس بألسنتهم، فأنت عزيزة في نظر الإسلام، أنت مكرمة عند الله ورسوله؛ ولذلك وضعت كل الضوابط لصالحك أنت، فلا تتخلي عن حقك الذي أعطاك الله تبارك وتعالى إياه، حتى لا تضعفي ويكون موقفك حرجا أمام هذا الشاب أو غيره.

0 التعليقات:

إرسال تعليق