ما اجمل ان نعبد الله في صمت دون نفاق ، فالكثير من عباد هذه الايام ينافقون في العبادة فلا يرى شخص اخر حتى يذكره بأنه صلى وصام إذا رأيت قسوة في قلبك، أو وهناً في بدنك، أو حرماناً في رزقك، فاعلم أنك تكلمت بما لا يعنيك.
وفي الخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم فقد كعباً فسأل عنه، فقيل إنه مريض، فخرج يمشي حتى أتاه، فلما دخل عليه قال: أبشر يا كعب.
فقالت له أمه: هنيئا لك الجنة يا كعب.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من هذه المتألية على الله؟ قال: أمي.
قال: وما يدريكِ يا أم كعب، لعل كعباً قال ما لا يعنيه أو سمع ما لا يعنيه؟.
وقال صلى الله عليه وسلم: العبادة تسعة أجزاء في الصمت، وجزء في الفرار من الناس.
وفي الحكمة: تسعة أعشار العبادة في الصمت.
ويقال: إن جميع الأعضاء تبكّر كل يوم للسان، وتقول له: ناشدتك الله تعالى أن تستقيم، فإنك إن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا.
وقال بعض الحكماء: احبس لسانك قبل أن يطول حبسك، وتتلف نفسك، فلا شيء أولى بطول حبس من اللسان ليقصر على الصواب ويسرع إلى الجواب.
وذكر أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطب الناس يوما
فقال: إن ربكم تعالى يقول: يا ابن آدم، لِمَ تحرّض الناس على الخير، وتدع ذلك من نفسك؟
يا ابن آدم، لِمَ تذكّر الناس وتنسى نفسك؟ يا ابن آدم، لم تدعوني وتفرّ مني؟ إن كان كما تقول،
فاحبس لسانك، واذكر خطيئتك، واقعد في بيتك.
0 التعليقات:
إرسال تعليق